
عبّر العشرات من ساكنة دوار “رجا في الله” التابع نفوذه للجماعة الترابية ثلاث بوكدرة بإقليم اسفي ، عن سخطهم البالغ ضد عمليات السلب المنظم على أراضيهم من طرف ما أسموه بمافيا سرقة الأراضي ، بثوب آخر ، وهو إقامة المشاريع المباغتة على أراضيهم .
وذكر المتضررون من ملاك الأرض الشرعيين ، بأن مديرية التجهيز و النقل و اللوجستيك و الماء المكلفة بالماء ، تعسفت في سلب أراضيهم لإنجاز مشروع حماية مركز ثلاثاء بوكدرة من الفيضانات إحداث (توسيع مجرى مياه الوادي) ، رغم أن أغلب ملاكها يتوفرون على وثائق تؤكد ملكيتهم لأراضيهم التي تبلغ مساحتها الإجمالية حوالي 46 هكتار .
والغريب أن عملية إستيلاء و إغتصاب أراضي ساكنة دوار “رجا في الله” ، تمت سرا وبِحِيَلٍ مختلفةٍ من طرف مديرية التجهيزات المائية بإقليم اسفي بتواطؤ مع المسؤولين عن الشأن المحلي بجماعة بوكدرة ، دون تبليغ المالكين بعمليات المسح ، والتي تمس أراضيهم ، حيث يتم تحويلها إلى أملاك للدولة حتى لا يستفيدوا من التعويض في حالة انتزاعها من أجل المصلحة العامة ، ولا يتفطنون إلى عملية السلب إلا إذا اكتشفوا أن مشاريع عمومية ستنجز فوقها ، أو تتسرب إليهم معلومات عن تحويلها إلى أملاك للدولة.
وأوردت إحدى الشكايات الصوتية عبر مكالمة هاتفية ، لأحد المحتجين المتضرريين مع طاقم جريدة الأحداث الإلكترونية ، ان أغلبية سكان المنطقة يصرون على ملكيتهم لهذه الأرض المتواجدة داخل تراب جماعة “بوكدرة” ، ويشترطون الإعتراف بحقهم في هذه الأرض التي ورثوها عن أجدادهم ، و يتوفرون على وثائق الملكية ، وأوضح المتحدث أن الإستيلاء على هذه الأراضي هو مخالف لكل قوانين وأعراف الملكية الخاصة و ان حق الملكية مقدس دستوريا ، و لا يحق لأحد السيطرة عليها ، أو نزع ملكية أصحابها عنها ، مؤكدا في ختام مكالمته أنه ليس ضد المشروع وكل ما يبتغيه هو أداء مديرية التجهيز والنقل و اللوجستيك و الماء المكلفة بالماء قيمة الأرض لملاكيها التاريخيين.. موضحا أن هذا المشكل ليس سوى الشجرة التي تخفي غابة من المشاكل البيئية المحتملة لانجاز هذا المشروع .
و إنطلاقا من هاته المعطيات الخطيرة التي يمكن أن تقود مقترفها إلى التحقيق القضائي ، يطالب ملاك الأراضي “المغتصبة بدوار “رجا في الله” من عامل إقليم اسفي بالتدخل العاجل و إيفاد لجنة للتحقيق في هذا الملف بعد أن يئسوا نهائيا من استرداد أملاكهم و حقوقهم المهضومة، في ظل صمت مريب لكافة المتدخلين الرئيسيين المعنيين بتدبير أمر هذه المنطقة ، وهذا ما يدفعنا إلى الشك وطرح العديد من التساؤلات.